تعبير عن قدرات الانسان ومواهبه؛ حيث ما من إنسانٍ إلّا ويحتفظ في نفسه بقدراتٍ ومواهبٍ عظيمةٍ، متأصّلة في نفسه بالفطرة، أو مكتسبة من الحياة، وهذه المواهب متى أتيح له التعبير عنها، فإنَّها تظهر بشكل قويٍ ومؤثّر، وتحتاج إلى وسائل لكشفها وإظهارها، ابتداءً من البيت، ومروراً بالمدرسة، وانتهاءً بالجامعة والمجتمع بشكلٍ عامٍ، وما لم يتم ذلك تبقى حبيسة في نفس صاحبها، ويحرم من ثمراتها، وفي هذا إضرار به وبالمجتمع بشكلٍ عامٍ.
تعبير عن قدرات الانسان ومواهبه
أن الانسان حتى لو لم يكن موهوبا، وحتى لو عاش في بيئة لم تهتم به، لكن عندما يتأكد أنه قادر على التطور، وأن اكتسابه المهارات الجديدة امرا ليس مستحيلا، عندئذ سيكون أكثر تفاؤلا واكثر ثقة بالنفس، فضلا عن الآثار الصحية الجيدة التي ستظهر عليه، لذا تكمن اهمية دورات التنمية المهارية ومساعدة الانسان على تعزيز قدراته، في صقل شخصية الانسان وجعله واثقا من نفسه، واكثر قدرة على الانخراط في محيطه الاجتماعي، ويستطيع الانتاج، وإظهار مهاراته ومواهبه التي ستميزه عن غيره، وهكذا سوف يكون للاهتمام والرعاية مفعول كبير لتطوير مواهب الانسان كونه سوف يجد البيئة التي تناسب قدراته وتسعى لتطويرها..
التعريف الصحيح للموهبة
يعتبر تعريف “ميرلاند” هو الأقرب نوعا لما توصلت له أحدث الأبحاث فيما يخص الموهبة وتوضيح الفرق بين الموهبة والهواية، فالموهبة هي المهنة الفطرية التي اختارها الله لك لتتميز فيها وتبدع ويزداد شغفك بها يوماً بعد يوم.
وكما أن لكل إنسان بصمة يد مميزة فالموهبة هي بصمة الإنسان في الحياة.
لو اعتبرنا أن الموهبة هي بذرة صغيرة أوجدها الله في عقل كل إنسان أثناء مراحل تكوينه الجنينية، فبهذا يكون تعريف الموهبة مطابق لمعناها اللغوي (عطاء بلا مقابل).
أي أنها منحة وهبة لكل إنسان، وإن بحث الإنسان عن هذه البذرة واعتنى بها يوماً بعد يوم حتى تنمو وتزدهر، لأصبحت هذه البذرة هي الموهبة المميزة للإنسان.
معنى هذا أن الموهبة لا تقتصر على الأنشطة الفنية والرياضية كما ادعى البعض، ولكن كما وضح ميرلاند في أبحاثه أنها تشمل عدة مجالات مختلفة.
والإنسان المحظوظ فقط هو من يستطيع تحويل موهبته لمصدر دخله الأساسي، وقتها فقط سيشعر برضا نفسي وسلام داخلي وسيلاحظ الجميع تحقيقه لإنجازات غير مسبوقة وفريدة.
استثمار القدرات
ونقصد بذلك أن يوظف ويستثمر كل إنسان قدراته ومواهبه بما ينفع نفسه، ويطور مجتمعه.
ومن أجل أن يبدع الإنسان في حياته عليه أن يركز على القدرات البارزة في شخصيته ويستثمرها بصورة علمية وعملية كي يستطيع تحقيق أهدافه وتطلعاته في الحياة.
وتكمن مشكلة الكثير من الناس في أنهم لا يستثمرون القدرات التي تقبع في داخلهم، ولا يوظفون المواهب التي يملكونها في صالح تقدمهم، ومنفعة أنفسهم، وتطور مجتمعهم. والنتيجة: ضمور تلك المواهب والقدرات، وضياع فرص النجاح، ومن ثم الانغماس في الشقاء والتعاسة!
وإذا ما أراد أي واحد منا أن يحقق النجاح تلو النجاح، والارتقاء إلى سلالم المجد، والارتفاع نحو قمم الإبداع والابتكار، فما عليه إلا أن يستثمر كل قدرة، ويوظف كل موهبة، ويغتنم كل فرصة… فهذا هو الطريق الأقصر نحو (بناء الشخصية) و(معرفةالذات).