ظهرت الحكم والأمثال في الأدب الجاهلي بشكل غزير وهناك حكم ذاع صيتها في العصر الجاهلي ما جعلها متداولة عبر الزمن حتى وصلت إلينا.
وانتشرت الحكم والأمثال ولها خصائص تميزها عن غيرها من أنواع الأدب في العصر الجاهلي وسنذكر العديد من الأمثلة.
أهمية الأمثال والحكم
برع العرب في استخدام اللغة العربية ونظم الشعر والنثر، وذلك برعوا في قول الحكم وضرب الأمثال في مختلف المواقف والمناسبات والتي لا يزال بعضها حي إلي يومنا هذا ومازال يستخدم، ونظرا لازدحام حياتهم البدوية بالمواقف والحروب والمعارك والخلافات فقد أثمرت المواقف والحروب حكم وأمثال اختزلت مواقف ومعاني كبيرة وعظيمة، ومن أبرز من قالوا الحكم والأمثال في العصر الجاهلي،: لبيد بن ربيعة، عامر بن الظرب العدواني ، قس بن ساعدة، سهيل بن عمرو، أكثم بن صيفي التميمي ، امرؤ القيس ، هرم بن قطبة الفزاري ، ربيعة بن حذار، وغيرهم.
وهي مرآة تنعكس عليها صورة الحياة الاجتماعية والسياسية والطبيعية، وهي تعبير يصدر عن عامة الناس دون تكلف، ولهذا يتجه الباحثون عن طبائع الشعوب إلى دراسة أمثالها . وربما كانت هذه وحدها التي وصلت إلينا كلها كما نطق بها أصحابها بلا تغيير أو تحريف ولا زيادة أو نقص ؛ لما تمتاز به من تركيز بالغ وإيجاز شديد ، وقبول للحفظ والشيوع على الألسنة في كل مناسبة ، وبذلك تكون اصح ما بقي من النصوص النثرية الجاهلية وأقربها إلى أصولها الأولى ، وان كانت لا تقدم صورة كاملة عن النثر الجاهلي .
الفرق بين الأمثال والحكم
ـ تعريف المثل : كلمة مأخوذة من قولك : هذا مثل الشيء ومثله
كما تقول : شبَهُهُ وشبهٌهٌ , لأن الأصل فيه التشبيه . وهو لا يستدعي إحاطة بالعلم , ولا يتطلب خيالا واسعا , إنما يتطلب تجربة محلية في شأن من شؤون الحياة . وله مورد ومضرب , فمورد المثل : هو القصة أو الحادثة التي ورد فيها .
و مضربه : هو الحالة التي يستخدم فيها
ـ تعريف الحكمة : لون من ألوان النثر وهي خلاصة نظر معمق إلى الحياة وما يضطرب فيها من ظواهر, تصدر عن ذوي التجارُب الخصبة والعقول الراجحة والأفكار النيرة .
خصائص الأمثال والحكم في العصر الجاهلي
الأمثال والحكم في العصر الجاهلي لقيت شيوعًا كبيرًا ؛ لخفتها وعمق ما فيها من حكمة، بالإضافة إلى إصابتها للغرض المنشود منها، وصدق تمثيلها لحياة الناس العامّة ولأخلاق الشعوب كذلك، ومن أبرز الخصائص الفنية التي ميّزت أشهر الحكم والأمثال في العصر الجاهلي ما يأتي:
- إيجاز اللفظ والسبك الجيّد.
- إصابة المعنى المنشود.
- حسن التشبيه من خلال استخدام ضروب البلاغة.
- جودة الكناية والاستعارات.
- إيرادها بأسلوب سهل وبسيط لا أثر للصنعة الإنشائية فيه.
- جمال الصنعة والتصوير.
الأمثال والحكم في العصر الجاهلي للسنة الأولى ثانوي
أسباب انتشار الحكم والأمثال في العصر الجاهلي
هناك عدة أسباب ساعدت على انتشار الحكم والأمثال في العصر الجاهلي لتصبح إحدى الفنون النثرية الهامة.
ومن أبرز الأسباب ما يلي:
- بيئة فطرية يغلب عليها الأمية وتحتاج إلى تجارب مستخلصة بصورة أقوال ذات معنى صادق.
- ارتباط المثل بحادثة أو قصة تساعد على انتشاره.
- صياغة الأمثال في عبارات حسنة وسهلة تمتاز بدقة التشبيه.
- شيوع الحكم على ألسنة العرب واعتمادها بالتجارب واستخلاص العظمة من الحوادث ونفاذ البصيرة وغيرها.
كتب الأمثال والحكم في العصر الجاهلي
- لا تستمع لقصير الأ مر.
- بيدي وليست بيد عمرو. ليأمر ، صقل أنفه.
- لقد أفقدني بعض الشيء وأحبط انتقامي ، فأنا لست مستيقظًا اليوم ولا سكرانًا غدًا ، اليوم نبيذ ، وغدًا شيء ، ذكر هذا المثل رجل مشهور.
- لأمر ما جمع قصير أنفه. ضيعني صغيرًا وحمّلني ثأره كبيرًا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر، وقد ورد هذا المثل على لسان امروئ القيس.
- رب عجلة تهب ريثًا.
- جزاؤه جزاء سنمار، يُضرب فيمن يلقي الشر جزاء الخير.
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة وحليمة هي زوجة الشاعر حاتم الطائي.
- رب رميةٍ من غير رامٍ، وصاحب هذه الحكمة هو حكيم بن عبد يغوث المنقري.
الأمثال في العصر الإسلامي
تعتبر الأمثال موروثا شعبيا وثقافيا عند الأمم
والأمثال هي عبارات تتسم بالإيجاز والقصر تعكس أحداثا حدثت وتمتاز بالحكمة والبساطة.
ولعل بروز هذه الأمثال في العصر الاسلامي كان واضحا وهذا يعود إلى طبيعة العرب الذين يتسمون بالفصاحة والبلاغة وإتقان فنون اللغة العربية نثرا وشعرا
كذلك كانت التجارب التي مر بها العرب قديما في هذه الحياة سببا أساسيا آخر ساهم في انتشار هذه الظاهرة.
وكثيرة هي الأمثال التي ضربت قديما وحديثا أذكر لك منها على سبيل المثال لا الحصر:
- عاد بخفي حنين
- الشمس لا تغطى بغربال.
- قطعت جهينة قول كل خطيب.
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة.