تعريف التحرر :
التحرر هو التخلص من القيود و الأغلال الإستعمارية ، كما يعني الإنعتاق من القبضة الإستعمارية .
تعريف الحركة التحررية :
هي حركات تستند إلى حق الشعب في إستعادة إقليمه ، و هي تستمد كيانها من تأييد الجماهير الغاضبة من المستعمر ، و هي تدل على كل أشكال المقاومة المنظمة و الغير منظمة ، و هي عمل إرادي حق إنساني طبيعي تكفله القوانين الدولية ، و هي تهدف إلى استعادة السيادة الوطنية بجميع مظاهرها و مظامينها .
الظروف الداخلية :
- الوجود الإستعماري في الدول المستعمرة .
- نمو الوعي السياسي و القومي لدى الشعوب المستعمرة .
- ظهور حركات إصلاحية داعية إلى التحرر ، و خصوصًا في العالم الإسلامي ، مثل حركة جمال الدين الأفغاني و ابن باديس .
الظروف الخارجية :
- تأثير الحربين العالميتين اللتان أدتا إلى تراجع مكانة أوروبا الدولية ، و تدهور قوتها ، و انتشار مباديء حق تقرير المصير ( مباديء ولسن 14 ) .
- إنتشار مباديء الثوتين الفرنسية و الامريكية مثل ” مباديء حقوق الإنسان ” و ” إعلان إستقلال الو.م.أ ” .
- قيام منظمات دولية منادية بحق الشعوب في تقرير مصيرها مثل منظمة الأمم المتحدة .
- تأييد المنظمة الأفرو-أسيوية في حق الشعوب بتقرير مصيرها ذلك في مؤتمر باندونغ 1955 م .
أساليب الكفاح التحرري :
أ- الأسباب الداخلية :
- السياسة الإستعمارية القائمة على القمع و الإبادة .
- ظهور نخبة من المواطنين ساهموا في توعية شعوبهم و قيادتها غلى الإستقلال مثل : جمال عبد الناصر ، جوموكينياتا ، عمر المختار … إلخ .
- إكتساب المجندين لخبرة عسكرية من خلال المشاركة في الحروب الإستعمارية الحرب العالمية الثانية استغلوها في الكفاح المسلح .
ب- الأسباب الخارجية :
- ظهور منظمات دولية و إقليمية منادية بحق تقرير المصير ، مثل : الأمم المتحدة و الجامعة العربية .
- تأييد المنظمة الأفرو-أسيوية لحق الشعوب في نيل إستقلالها .
- إنتشار وسائل الإعلام التي لعب الدور في التوعية و التعبئة لدول الشعوب المستعمرة .
- حصول بعض الدول العربية الأسيوية على الإستقلال مثل الهند ، باكستان ، سوريا ، و لبنان بعد الحرب العالمية الثانية ، كان حافزًا لباقي الشعوب المستعمرة للتحرك و الحصول على إستقلالها .
- ظهور سياسة ملء الفراغ من طرف القوى الكبرى ( و.م.أ – الإحاد السفياتي ) بهدف الحلول مكان الدول الإستعمارية ( كما حصل في الفيتنام ) .
أهداف الحركات التحررية :
- حق الشعوب في الحرية و الإستقلال ذلك بالتخلص من الإستعمار و إنهاء الأنظمة التابعة له .
- التحرر السياسي المدعم بالتحرر الإقتصادي .
- إقامة نظام ديمقراطي يساهم به الجميع ، و ذلك بعدم الإنحياز و مراعاة حق الشعوب في تقرير المصير .
- نشر السلام و التضامن بين الشعوب الأفروأسيوية الذي تجسد في حركة عدم الإنحياز سنة 1961م .
- التخلص من الإرث و الإستعمار .
- التخلص من مخاطر التورط في الصراع الدولي بين الكتلتين الشيوعية و الرأسمالية .
المميزات العامة :
- الشمولية ، أي أنها امتدت الى جميع الدول المستعمرة مما أعطاها طابع الانتشار الواسع ، و قوة ضغط على المستعمر .
- تنوع الوسائل المستعملة في الكفاح ، حيث تنوعت ما بين الكفاح المسلح و الكفاح السياسي ، و الدمج بينهما .
- التزامن التاريخي ، أي انها ظهرت في نفس الفترة الزمنية و هي بعد الحرب العالمية الثانية .
- التضامن و لك نظرًا لاشتراكها في نفس الأهداف ، و رفضهما المشترك للإستعمار ، فكان لا بد عليها أن تتضامن فيما بينها ، و تجسد في إنشاء المنظمة الأفروأسيوية .
- الإصرار نظرًا لشرعية المطالب ، و جلعها لا تتراجع عن هدفها و هو تحقيق الإستقلال .
- وحدة الأهداف و وحدة الظروف و الأسباب .
- تنوع الأطراف التي حاربتها لأنها قامت ضد المستعمر أو ضد الانظمة العميلة للمستعمر ، مثل : كبا و مصر .
– وسائل الكفاح التحرري و أساليبه :
إتبعت الحركات التحررية في افريقيا و آسيا عدة اساليب و وسائل لتحقيق الإستقلال و هي:
أ- الأسلوب السياسي :
يعرف بالمقاومة السياسية ، هو أسلوب يأخذ من : إنشاء الأحزاب السياسية ، تنظيم العرائض السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، العصيان المدني ، و مقاطعة إنتخابات المستعمر كوسيلة لمقاومة السياسة الإستعمارية و المطالبة بالحقوق الوطنية . ظهر هذا الأسلوب من المقاومة في الجزائر قبل 1954 م ، غينيا ، و الفيتنام .
ب- المقاومة الإقتصادية :
يتمثل في المقاطعة الإقتصادية للمستعمر و رفض التعامل معه بيعًا و شراءًا و الإمتناع عن دفع الضرائب و قد عرف هذا في الهند و سميت ب ” ثورة اللاعنف واللاخوف ” التي طبقها المهاتما غاندي .
ج- الأسلوب المسلح :
يعرف بالكفاح المسلح عن طريق الثورة الشعبية المسلحة ضد المستعمر ، و هذا الأسلوب هو الاكثر إنتشارًا في القارتين يمكن تقسيمه إلى :
1- مقاومات شعبية مسلحة غير منظمة : قادها زعماء قبائل و أحزاب و زوايا ، و قامت في مناطق محددة ، مثل : ثرة بوعمامة .
2- مقاومات شعبية مسلحة منظمة : و كانت أكثر انتشارًا من السابقة مثل : ثورة الأمير عبد القادر( الجزائر ) ، عمر المختار ( ليبيا) ، و عبد الكريم الخطابي ( المغرب ) .
3- مقاومات شاملة : جمعت الأسلوبين السياسي و المسلح و استطاعت تحقيق الأهداف مثل الثورة الجزائرية ، و ثورة الفيتنام .