وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى,شرح قصيدة بشار بن برد في الصداقة,معنى يزحف بالحصى,إذا انت لم تشرب مِراراً على الْقذى ظمئت شرح,شرح قصيدة للشاعر بشار بن برد علي كوريكسا.
وَجَيشٍ كَجُنحِ اللَيلِ يَزحفُ بِالحَصى
وَبِـالشَوكِ وَالـخَطِّيِّ حُـمرُ ثَعالِبُه
وَأَرعَـنَ يَغشى الشَمسَ لَونُ حَديدِهِ
وَتَـحبس أَبـصارَ الـكُماةِ كَتائِبُه
تَـغَصُّ بِـهِ الأَرضُ الفَضاءُ إِذا غَدا
تُـزاحِمُ أَركـانَ الـجِبالِ مَـناكِبُه
ركبنا له جهرا بكل مثقف
وابيض تستقي الدماء مضاربه
وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى
وجيش كجنح الليل يرجف بالحصى وبالشول والخطي حمر ثعالبهْ
غَدَوْنا لهُ والشَّمْسُ فِي خِدْرِ أُمِّها تُطالِعُنا والطَّلُّ لمْ يجْرِ ذائِبُهْ
بِضرب يذُوقُ الْموْت منْ ذاق طَعَمَهُ وتُدْرِكُ منْ نَجَّى الْفِرارُ مثالِبُهْ
جنح الليل : طائفة منه
يرجف : يدوي . يزحف : يهجم .
الحصي الحجارة و العدد الكثير واحدته حصاة و الجمع حصيات و المقصود بالحصى :العدد الكثير
الشول : جمع شائلة و هي الابل
الخطي : الرمح .
الثعالب : طرق الرمح جمع ثعلب و المراد طرف الرمح الداخل في السنان
.غدونا : غدا ذهب غدوة بكرة و المقصود الصباح الباكر و المقابل الروحة و العشية
في خدر أمها : أي في خبائها و فراشها و مخدعها و مسكنها أي قبل شروقها .و المقابل النشاط
تطالعنا : ترتفع و تذهب
الطل : الندي
ذائبه : سائله و المقابل جمد و صلب
المثالب :جمع مثلبة المعايب والعار .
الشرح :
يصف الشاعر هنا الجيش الذي خرج للقاء العدو ويشبهه بظلام الليل في سواده وشموله، وهو يزحف بعدده الكثير الجرار وسلاحه القوي ورماحه الحمر الثعالب، هذا الجيش المخيف بعدده وعدته، خرج للقاء العدو منذ الغداة الباكرة، وهنا يرسمُ الشاعر لوحة كاملة لمشهد الطبيعة، فالشمس مازالت في ابتداء الشروق، وقطرات الندى لم تسقط بعد على أوراق الأشجار، وهذا دليل واضح على استعدادهم الكامل للحرب ورغبتهم الشديدة في قتال العدو. و الحاقهم الضرب و الموت و للعدو و العيب و العار لمن هرب منهم
الجماليات:
( وجيش كجنح الليل ) تشبيه بحيث يشبه الشاعر الجيش في كثرته بالليل المظلم الحالك .
(ويزحف بالحصى …)، كناية عن كثرة عتادهم وعدتهم،
(يسرع بالحصا -يزحف بالحصا ) وقد وفق الشاعر في اختياره( يزحف)، فالزحف لا يكون إلا بتباطؤ لثقل فيهم، وهم يزحفون لكثرة ما يحملون من أسلحة ورماح.
غدونا له والشمس في خدر أمها تطــالعنا والطل لم يجرِ دائبه
نجده هنا يشبه الشمس المختفية والتي لم يظهر منها إلا شيئٌ يسير، بالفتاة المستترة وراء الخدر.وفيه كناية عن إبكارهم.
( بِضرب يذُوقُ الْموْت منْ ذاق طَعَمَهُ ) استعارة مكنية يصور الموت بطعام او شراب له مذاق وهي توضح المعني و تجسمه .الشاعر يجعل للموت طعمًا يذاق حيث صور المعنوي بصورة الحسي الذي يذاق وله طعم، كالشيء المأكول.
- شرح قصيدة بشار بن برد في الصداقة
- معنى يزحف بالحصى
- إذا انت لم تشرب مِراراً على الْقذى ظمئت شرح
- شرح قصيدة للشاعر بشار بن برد
شرح قصيدة بشار بن برد في الصداقة
إذا كان ذواقًا أخوك من الهوى
موجهة في كلِّ إربٍ ركائبه
فخلِّ له وجه الفراق ولا تكن
مطيّة رحّالٍ كثير مذاهبه
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه
مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأيُّ الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرءَ نبلاً أن تعد معايبه
هذا النص المتميز يمثّل جزءاً من قصيدة طويلة للشاعر المبدع بشارِ بنِ برد، ذلكم الشاعر العباسي الذي يعد من الشعراء الذين بدأت على يديه بوادر التجديد في الشعر العربي، وهذا النص مطلع قصيدة في وصف جيش عظيم توجه لقتال الأعداء، أودع فيه بشار روائع حكمته وبدائع تجربته، وما أشد حاجتَنا إلى مثل هذه الحكم والتجارب من شاعر حكيم مجرب.
يحدثنا بشار في هذا النص عن أحوال الصديق والطريقةِ المثلى في التعامل معه على اختلاف أنواعه وتعدد تصرفاته وتقلب أخلاقه، ويبدأ الشاعر بنوع من الأصدقاء هو أشبه بالحرباء التي يتغير لونها وفق المكان المناسب، هذا الصديق الذي لا يستحق في الحقيقة هذا الاسم، إن هذا الصديق الذي يكون متقلباً لا يثبت على حال، تجده يتذوق الهوى مرة بعد مرة لاهياً لاعباً عابثاً لا يدوم على عهد ولا يبقى على ود، ويُشبِّه شاعرنا المتألق عواطفَ الصديق وأخلاقَه بالدابَّة التي تُوجَّه في كل طريق فتنطلق إليه، ليس له رأي خاص، ولا موقف ثابت، بل يتقلب ويتلون حسب الحال ووفق المقام.
إن بشاراً يوصي كل إنسان أن يفارق صديقه في الحال إذا كان على هذه الحال، فإنك أيها الإنسان أعلى وأغلى من أن يكون لك صديقٌ بهذه الصورة، إنك أرفع وأعلى من أن تكون لمثل هذا النوع من الأصدقاء مطيةً يذللك كيف شاء ويقودك إلى حيث أراد، ويتلاعب بمشاعرك ويتخذك تسليةً لوقته وخادماً لحاجاته.
معنى يزحف بالحصى
يرجف : يدوي . يزحف : يهجم . الحصي الحجارة و العدد الكثير واحدته حصاة و الجمع حصيات و المقصود بالحصى :العدد الكثير
(ويزحف بالحصى …)، كناية عن كثرة عتادهم وعدتهم،و سر الجمال اتي بالمعني مصحوبا عليه بالدليل في ايجاز .
إذا انت لم تشرب مِراراً على الْقذى ظمئت شرح
إذا انت لم تشرب مِراراً على الْقذى ظمئت شرح المعنى :اذا كان الصبر مرا فعاقبته حلوة اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير فالدنيا لا تصفو لاحد وكلما انتهت مصيبة اتت اختها اذا انت لم تصبر مرارا على الاذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه .
شرح قصيدة للشاعر بشار بن برد
أول ما يُلاحَظ هو أنها تنقسم من حيث الموضوع إلى قسمين واضحين: فالأبيات السبعة الأولى في وصف حربٍ، المفترض أنها دارت بين قوم الشاعر وأعدائهم، أما الأبيات الثلاثة الأخيرة فهي في الحكمة، وتدور حول ضرورة المصانعة أحيانًا في العلاقات الإنسانية؛ حتى تستقيم الأمور، وتستمر عجلة الحياة الاجتماعية في الدوران، وأبيات كلِّ قسم وإن ترابطَت فيما بينها ترابطًا قويًّا، فإنها لا تتصل بأبيات القسم الآخر لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيد؛ إذ النقلة من جوِّ الحرب والتقتيل إلى ما ينبغي على الصديق تُجاه صديقه من الإغضاء عن زَلَّاته بين الحين والحين؛ حتى يستبقي صداقته ويستطيع الاستمتاع بها، فإن الحياة لا تصفو تمامًا لأحد – نقلةٌ غير مسوَّغة ولا مستساغة، وأحبُّ أن أُكرر القول: إن الانتقاد هنا منصبٌّ على الانتقال، لا على شعر كل قسم في حد ذاته، فإن الشعر قوي جميل، كما سلف القول وكما سيأتي تفصيله فيما يلي:
في الأبيات السبعة الأولى يفتخرُ الشاعر بانتصارات قومه على أعدائهم، برغم كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم، حتى إنهم ليَسُدُّون الأُفق بجَحافلهم، فيبدو الكون وكأن الظلام قد أقبَل وسربَل الأشياء بردائه الأسود، والشاعر يُشدد على فكرة الحتمية في هذه الانتصارات، أليس هو وقومه كما يقول “بنو الموت”؟! وهؤلاء الأعداء ينتهي أمرهم دائمًا معهم إما إلى القتل وإما إلى الأَسْر، وإما إلى الفرار الذي يلاحق الناجين خِزيُه إلى الأبد، ويَخلُص الشاعر مِن ذلك كلِّه إلى تهديد كلِّ مَن تُسوِّل له نفسُه الشموخَ عليه وعلى قومه، وتَوعُّدِه بأن مصيرَه سيكون مصير هؤلاء الأعداء.