موضوع تعبير عن احد الشعراء الذين تغنوا بدمشق وامجادها هو ما يقوم الكثير من الطلاب بالبحث عنه هذه الايام ، ونقدم لكم علي موقع كوريكسا بعض من الشعراء الذين تغنوا بدمشق وامجادها.
موضوع تعبير عن احد الشعراء الذين تغنوا بدمشق وامجادها
لدمشق شأن آخر وقصة مغايرة في شعر أحمد شوقي – أمير الشعراء العرب في العصر الحديث – الذي نال دمشق أكثر من قصيدة رائعة تعد بالمجمل من عيون ما قاله هذا الشاعر من قصيد مسميًا إياها تارة “جلقا” (الاسم التاريخي لدمشق) وتارة “الفيحاء” كما هو معروف، وأحيانًا ينعتها بـ”الشماء”؛ وكلها أسماء تنسجم مع ما لهذه المدينة من تاريخ عريق.
والحق أن التاريخ هو الذي يحلق بشاعرية شوقي في فضاء دمشق إذ نراه بكل قصائده التي قالها فيها لا يفتأ يصف حدثًا ما إلا وعادت به ذاكرته إلى الماضي البعيد، حيث كانت دمشق تمثل العاصمة الأولى للدولة الإسلامية في العصر الأموي.
ففي خالديته التي يستهلها بقوله :
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان
هذا الأديم كتاب لا كفاء له رث الصحائف باق منه عنوان
وما يلبث أن يعود إلى الماضي فيمدح من خلاله بني أمية التي كانت الشام حاضرتهم، فيقول :
بنو أمية للأنباء ما فتحوا و للأحاديث ما سادوا و ما دانوا
كانوا ملوكًا سرير الشرق تحتهم فهل سألت سرير الغرب ما كانوا<
عالين كالشمس في أطراف دولتها في كل ناحية ملك وسلطان
يا ويح قلبي مهما انتاب أرسمهم سرى به الهم أو عادته أشجان
بالأمس قمت على الزهراء أندبهم اليوم دمعي على الفيحاء هتان
معادن العز قد مال الرغام بهم لو هان في تربه الإبريز ما هانوا
ولا يفوت شوقي في حديثه عن بني أمية وعن الشام أن يذكر الرمز التاريخي لهم وهو الجامع أي “الجامع الأموي” الذين شيدوه في قلب الشام، فيقول :
مررت بالمسجد المحزون أسأله هل في المصلى أو المحراب مروان
تغير المسجد المحزون واختلفت على المنابر أحرار و عبدان
ثم يأتي ببيته الرائع :
فلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان
وسرعان ما يعود شوقي للحديث عن تاريخ المدينة فيصفها بأنها مهد للحضارة العربية جمعاء، فيقول :
لولا دمشق لما كانت طليطلة و لا زهت ببني العباس بغدان
لكن التاريخ ليس وحده ما يهم شوقي في هذه المدينة، فهو لم يهتم بماضيها إلا لشغفه بحاضرها ولِمَا كان يشعر به تجاهها، وهذا ما يؤكده شوقي في الأبيات الذي يقول في تضاعيفها :
آمنت بالله واستثنيت جنته دمشق روح و جنات و ريحان
قال الرفاق وقد هبت خمائلها الأرض دار لها الفيحاء بستان
جرى وصفق يلقانا بها بردى كما تلقاك دون الخلد رضوان
فالشاعر بقدر ما كان مهتمًا بما تمثله للعرب في القديم كان مشغوفًا بجمال المدينة الآسر وعاشقًا لها ولأهلها حتى أنه يبالغ في الوصف فنسمعه يؤمن بالله ولكن لا يؤمن بالجنة، فالجنة هي دمشق في نظره كما أن رفاقه يقولون إن الأرض هي عبارة عن دار ومنزل فسيح ودمشق هي البستان الذي يحيط بهذا الدار، ونهرها المسمى بردى يتلقى زائريها كما يتلقى رضوان – وهو ملك أهل الجنة – أهل الجنة.