شرح قصيدة ابو تمام في رثاء محمد بن حميد الطوسي,شرح قصيدة أبو تمام,شرح قصيدة ابو تمام يرثي محمد الطوسي,شرح قصيدة ابو تمام السيف,شرح قصيدة ابو تمام وعروبة اليوم,شرح قصيدة ابو تمام كذا فليجل الخطب,شرح قصيدة ابو تمام اذا جاريت في خلق الدنيا,شرح قصيدة ابو تمام فتح الفتوح,شرح قصيدة ابو تمام نقل فؤادك,شرح قصيدة ابو تمام في رثاء محمد علي كوريكسا.
الشاعر هو حبيب بن أوس الطائي وكنيته أبو تمام ، وقد ولد بالشام في قرية جاسم إحدى ضواحي دمشق أخذ بها تعليمه ثم سافر إلى مصر وأكمل تعليمه في جامع عمرو بن العاص وتعرض بالمديح لبعض الأمراء هناك وسافر بعدها إلى العراق وبقي به زمنا . ويُعد من أشهر شعراء العصر العباسي وصاحب مدرسة خاصة وطريق جديدة في الأداء حتى عُرف بصاحب المدرسة البديعية في الشعر العربي في مقابل الاتجاه القديم المحافظ الذي عرف شعراؤه بأصحاب عمود الشعر وقد مثل هذا الاتجاه أبو عبادة البحتري في زمن أبي تمام .
شرح قصيدة ابو تمام في رثاء محمد بن حميد الطوسي
القصيدة التي رثى بها أبو تمام القائد الاسلامي محمد بن حميد الطوسي، كما ويُعتبر القائد الاسلامي الكبير محمد بن حميد الطوسي واحد من أبرز الشخصيات الاسلامية الكبيرة التي كان لها الكثير من الأهمية والتي حرصت بشكل كبير وجدي على الوصول قيادة المُسلمين والمُحافظة على كل الجبهات في الدولة الاسلامية، وكان القائد محمد الطوسي أحد أبرز قادة جيش المأمون، وقد عيَّنه الخليفة المأمون في محاربة الخارجين عنه، وكان هؤلاء الخارجين قد استعانوا بالعديد من الحيل الخطيرة التي استطاعوا من خلالها الى القضاء على عليه، خصوصاً وأنهم قد نصبوا لهم كمين، وهجموا عليه جميعهم وقد حاربهم أشد مُحاربة، وقضى عليهم، وقد انكسرت في يده 9 من سيوفهم وعندما قد يئسوا من مُحاربته، مكروا له وضربوا خيله وأسقطوه واجتمعوا عليه وقتلوه، وقد رثاه أبو تمام في قصيدته التي سبق وأن ذكرناها.
- شرح قصيدة أبو تمام
- شرح قصيدة ابو تمام يرثي محمد الطوسي
- شرح قصيدة ابو تمام السيف
- شرح قصيدة ابو تمام وعروبة اليوم
- شرح قصيدة ابو تمام كذا فليجل الخطب
- شرح قصيدة ابو تمام اذا جاريت في خلق الدنيا
- شرح قصيدة ابو تمام فتح الفتوح
- شرح قصيدة ابو تمام نقل فؤادك
- شرح قصيدة ابو تمام في رثاء محمد
شرح قصيدة أبو تمام
في تلك المعركة قال عنه الرواة أن الروم عمدوا لمصيدة فوقع الكثير من الجنود المسليمن قتلى وأسرى وجرحى .. وظلّ القائد محمد بن حميد الطوسي شامخا يقاتل من الصباح إلى أن غربت الشمس، ويقال أنْ تكسّرت تسعة سيوف له من شدّة المعركة حتى أحاطوا به الروم منفرداً ونخلوا جسده سهاماً ..
.. وبكَتْ قبله بغداد حين سمعت مذيع النبأ على مسمع الخليفة فبكى أبو تمام وارتجل هذه القصيدة ..
كذا فليجلّ الخطبُ وليفدحِ الأمر=فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذرُ
ترى أنّ الشاعر بدأ القصيدة بمطلع على غير ما ألفه الناس من شعرائهم في الرثاء، فبدا بلفظة (كذا) – وهو مطلع نادر – الذي تدل على أن أبا تمام حتّم أمره وفوّضه لله فعلم أن موت مثل هذا الرجل لا يكون إلا وسط معركة ولا يكون إلا في قلبها منفرداً بشجاعة تندُر؛ فسلّم الأمر.
ثم ساق الألفاظ جزلةً قوية يصعب تألفها في شطر فكل لفظة أشد من الأخرى وكل لفظة تطلبُ أختها؛ بل وثقّل ذلك بحرف اللام في اللفظة لأولى وبحرف الدال والحاء في اللفظة الثالثة (للفعلين) وأضاف لازمة القوة اللفظية (لام الأمر) في أول الفعلين ..
إن عاطفة الشاعر ظاهرة هنا في الشطر الأول فمن سهولة كلمة (كذا) تمهيدا للقصيدة شكليا ورضى بواقع الموت معنويا، بدأ بحزنه ظاهراً من تجلّده وتصبّره ثم دعوته للحزن العام للبلاد، ودعوة لتنكيس الأعلام فإن الخطب جلل والأمر محزن وليس هناك عذر لمن لم يحزن فالشهيد قائد ..
شرح قصيدة ابو تمام يرثي محمد الطوسي
بدأ البيت بوصف حقيقي للقائد الفتى فلم يكن محمد إلا شاباً في ثلاثينات عمره خرج من رحم البطولة وكان غرساً في تربة المعارك واستوى رمحاً مع سيفه الأشدّ كل ذلك جعله وأهّله أن يكون في ذلك العمر قائداً لجيش الخليفة.
وإنْ مات هذا الفتى وبَكَت كل قبيلته – بأسرها – حُرقةً وحزناً، بل وأكثر من ذلك، ففي وصف أبي تمام أن قبيلته فاضتْ عيونها دماً والفيضان لا يكون إلا للكثرة، وكان هو كذلك؛ كان بألف رجل نقول – إن مات – فقد أحيا الأحاديثَ والذكر والأخبار وماقام به من بطولات، أحياها بين ألسنة الناس الشاهدة على شجاعته في كل المعارك .. وكأن هذه الأحاديث تضحك متجاوزةً حزن قبيلته – فما قام به محمد ينتشي للفرح قُرباً ..
والشاعر البارع هنا ربط الفكرة بسلسة (كُلما)، فما كانت المعارك تدور وتطحن وتبكي القبيلة فقيدها حتى تسري أحاديث البطولة وذِكر الشجاعة تبرقُ ضحكاً.
فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَة=تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ
شرح قصيدة ابو تمام السيف
الفكرة الأولى: تمجيد القوة والسخرية من المنجمين(1-4)
1- السَيفُ أَصدَقُ إنبـاءً مِـنَ الكُتُـب ِفي حَدِّهِ الحَدُّ بَيـنَ الجِـدِّ وَاللَعِـبِ
*السيف اصدق : استعارة مكنية حذف المشبه به وهو” الإنسان” وذكر شيء من لوازمه وهو “الصدق”
شرح البيت: لقد ارجف المنجمون، وخوفوا من الاتجاه نحو عمورية، وتحدثوا عن أحداث جسام ستتمخض عنها الأيام ،. فماذا كان؟ استمر الزحف يقوده الخليفة، فحقق النصر، وأبطل بسيفه ما ارجفوا به، واثبت السيف انه اصدق من كتبهم، وان حده قد ميز الحق من الباطل المفترى
2-بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في مُتونِهِـنَّ جَـلاءُ الشَـكِّ وَالرِيَـبِ
بيضُ الصَفائِحِ:كناية عن السيوف *سودُ الصَحائِفِ: كناية عن كلام المنجمين
شرح البيت: بياض السيف بدد ظلام الشك الذي القوه على النفوس من خلال ما قرأوه في أوراقهم وكتبهم السود التي تنقل كما يقولون عن الشهب والنجوم ، فما يكون لظلام الشك الذي يتسلل من هذه الصحف أن يثبت أمام لمعان السيوف وبياضه.
3- وَالعِلمُ في شُهُـبِ الأَرمـاحِ لامِعَـة ًبَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
الصورة الفنية: شبه الرماح بالشهب اللامعة التي تظهر في السماء.
شرح البيت: والحق أن أنباء النصر والهزيمة، يأتي من أسنة الرماح تؤدي دورها في المعركة. إن هذه الأسنة بلمعانها وحركتها وتأثيرها هي الشهب التي يجب أن نضرع أليها حين نطلب النصر وليس بالنجوم التي اعتمدوا المنجمين عليها 4- أَينَ الرِوايَةُ بَل أَيـنَ النُجـومُ وَمـا صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَـذِبِ
4 – أَينَ الرِوايَةُ بَل أَيـنَ النُجـومُ : الاستفهام يفيد التهكم والسخرية.
شرح البيت: يسخر الشاعر ويستهزأ من المنجمين ويقول، أين روايتكم عن كتبكم؟ بل أين تلك النجوم التي افتريتم عليها، ونسبتم إليها ما أذعتموه من أكاذيب قدمتموها في عبارات منمقة خداعة لتخلعوا بدل القوة،
الفكرة الثانية: عظمة الفتح والفرحة بالنصر الأبيات)5-7)
5- فَتحُ الفُتوحِ تَعالـى أَن يُحيـطَ بِـهِ نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَـبِ
شرح البيت: يعبر الشاعر عن عظمة فتح عمورية ويصفه بفتح الفتوح، ومن عظمة هذا الفتح
يعجز الشعر والنثر عن الوفاء بحقه ووصفه .
6- فَتـحٌ تَفَتَّـحُ أَبـوابُ السَمـاءِ لَـهُ وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِهـا القُشُـبِ
تَفَتَّـحُ أَبـوابُ السماء له: شبه السماء بصورة ” البيت” فحذف المشبه به وذكر شيء من لوازمه على “أبواب” سبيل
الاستعارة المكنية.
*وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِهـا القُشُـبِ: وشبه الشاعر الأرض بإنسان يرتدي ثوب جديد فحذف المشبه به وهو ” الإنسان” وذكر شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية
شرح البيت: هذا الفتح العظيم تستبشر به السماء فتتلقاه متفتحة الأبواب، وتبتهج به الأرض
فتبدو في زينتها وجلالها كالإنسان الذي يرتدي أجمل ثيابه.
7- يا يَومَ وَقعَـةِ عمورية اِنصَرَفَـت مِنكَ المُنى حُفَّـلاً مَعسولَـةَ الحَلَـبِ
مِنكَ المُنى حُفَّـلاً مَعسولَـةَ الحَلَـبِ: شبه تحقيق الأماني بالنصر على الأعداء بصورة الناقة التي امتلأ ضرعها باللبن فحذف المشبه به”الناقة” وذكر شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح البيت: يبرز الشاعر فرحته وإعجابه بفتح عمورية وتحقيق أماني المسلمين فعادوا
فرحين منتصرين شبه ذلك بالحليب الممزوج بالعسل في ضرع الناقة وهنا كنايه على حلاوة النصر.
الفكرة الثالثة: تصوير الدمار والحريق الذي أصاب عمورية : الأبيات (8-10)
8- لَقَد تَرَكـتَ أَميـرَ المُؤمِنيـنَ بِهـا لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخـرِ وَالخَشَـبِ
*شرح البيت: يصف الشاعر الدمار الذي أصاب مدينة عمورية بعد أن فتحها المعتصم حيث يقول فقد أوقعت بها وغادرتها مهدمة، فر عنها أهلها، فاستوحشت ساحتها وميادينها، وتأكلها النيران، فذلت أمام سطوتها صلابة الصخر والخشب .
9- غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحـىً يَشُلُّهُ وَسطَها صُبـحٌ مِـنَ اللَهَـبِ
وهو ضحى: صور الليل قد ارتد باهر الضوء بصورة الضحى،
شرح البيت: يتابع الشاعر بوصف الدمار الذي حلّ بمدينة عمورية فننشر في ظلام ليلها صبحا من اللهب، فإذا الليل ضحى، كأن الشمس لم تغب، أو كأن الليل ضاق بثيابه، السود فنزعها.
10- رمى بك الله برجيها فهدمها ولو رمى بك غير الله لم تصب
*شرح البيت: تحقق النصر بإرادة الله عز وجل واستطعت تدمير دولة الكفر لأنك كنت مع الله عز وجل ولو اعتمد على غير الله لما تحقق هذا النصر المبين.
الفكرة الرابعة: الإشادة بالخليفة المعتصم الأبيات(11-13)
11- تَدبيـرُ مُعتَصِـمٍ بِالـلَـهِ مُنتَـقِـم لِلَّـهِ مُرتَقِـبٍ فـي اللَـهِ مُرتَغِـبِ
شرح البيت: يصف الشاعر المعتصم بأنه:منتقم أي انه ينتقم ويأخذ ثأر المسلمين،وأنه مرتقب أي منتظر للنصر مرتغب انه راغب في رضا الله وجزاءه.
12- لَم يَغزُ قَوماً وَلَم يَنهَض إِلـى بَلَـد إلا تَقَدَّمَـهُ جَيـشٌ مِـنَ الـرَعَـبِ
شرح البيت: يصف شجاعة المعتصم بأنه كان دائم الغزو والحروب يقود جيشا ضخما يبث الرعب في نفوس الأعداء .
13- خَليفَةَ اللَهِ جازى اللَهُ سَعيَـكَ عَـن جُرثومَةِ الدِينِ وَالإِسلامِ وَالحَسَـبِ
شرح البيت : يدعو الشاعر للخليفة بالخير لأنه بالفتح ينشر الإسلام ويعلي من قوته شأنه.
شرح قصيدة ابو تمام وعروبة اليوم
كتب البردوني قصيدة “أبو تمام وعروبة اليوم ” قبل خمسة وثلاثين عاماً ، معارضاً بها بائية أبي تمام الشهيرة ، “السيف أصدق انباءًا من الكتب “، التي قالها في فتح “عمورية ” ، والقصيدة موجودة ضمن ديوانه ” لعيني أم بلقيس “وقد قرأها البردوني في أحد مهرجانات مربد العراق العظيم ، ورغم أن القصيدة مكتوبة في سنة 1971م ، الا أنها تنطبق على حالنا اليوم ،فمنذ أن كتب البردوني قصيدته وحتى اليوم والليل العربي يزداد ثِقَلاً واسوداداً ، ليل طويل كليل امريء القيس، بطيء الكواكب كليل النابغة . …كأن البردوني يكتب قصيدته اليوم .
ما أصدقَ السيف َ ! إنْ لم يَنْضِهِ الكَذِبُ وأكذبَ السيفَ إنْ لم يصدق الغضبُ
بيضُ الصفائحِ أهدى حين تحْمِلُهَا أيدٍ إذا غَلَبَتْ يعلو بها الغلبُ
هكذا يبدأ البردوني قصيدته ، منوعاً على ألفاظ أبي تمام ، ومضيفاً على معانيه معانٍ أملتها مقتضيات الحال العربية الراهنة ، والتي تختلف عن تلك الحال المشرقة التي كانت على زمن أبي تمام.
ثم يسفه الشاعر البردوني الغربيين وحضارتهم المادية الزائفة ، وينعت علمهم الذي استخدموه في الشر واغتصاب أراضى الغير وفي صنع الموت وتصديره إلى الشعوب المستضعفة بالجهل،ويصفهم بأنصاف الناس ، وان ادّعوا الرقي والمدنية :
أدهى من الجهلِ عِلْمٌ يطْمَئِنُّ إلى أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلمِ واغْتَصَبُوا
قالوا: همُ البشرُ الأَرْقَى وَمَا أَكَلُوا شيئاً ..كما أكلُوا الإنسانَ أو شَرِبُوا
شرح قصيدة ابو تمام في رثاء محمد
1ـ أبو تمام في رثائه بصورة عامة له طريقتان تختلفان باختلاف باعث عاطفة الفقد والحزن ، فرثاؤه لخاصته وذوي قرباه زفرة حرَّى ولوعة ملؤها الأسى والتألم ، أمّأ رثاؤه للعظماء والأصدقاء والشخصيات العامة فهو لوحة فنية ملونة بملكته البديعية وقدرته التصويرية ، كما هو ظاهر في هذا النص الذي رسم فيه صورة مثالية للبطولة في شخص المرثي مما يجعل الحزن يتسرب إلى نفسك عند استشعارك لقدر المصاب واتساع الخلل الذي حدث بفقده ، ويكتمل أنموذج البطل الفقيد من خلال هذه الصفات التي يرسم الشاعر أبعادها وتفاصيلها الداخلية والخارجية.
2ـ استعان الشاعر بالألوان لتمييز المواقف وقد كان اللون الأحمر هو الطاغي بطبيعته ونصاعته، فالعيون تفيض دماً ، وقد تردى ثياب الموت حمراً ، وهو لون يشبه ميتة الفقيد( مات بين الضرب والطعن ) و ( مستنقع الموت ) .ويطغى في المشهد كذلك اللون الأخضر ليكسو القصيدة في صدرها وخاتمتها( فما دجى لها الليل إلا وهي من سندس خضر) وهي كناية عن نيله الشهادة لأن هذه الحلل السندسية هي لباس أهل الجنة ،و( وإذا شجرات العرف )و(الورق النضر ).
وهناك اللون الذي يدل على القتامة والحزن مثل : ( لكفر ) (خوف العار ) ( خرَّ البدر ) و اللون البيض يظهر في و ( طهارة الأثواب ) و( الغيث والسقيا ) .
3 ـ استخدم الشاعر عدة صور بيانية مثل الاستعارة في قوله: توفيت الآمال بعد محمد و ( تردى ثياب الموت ) ، (وضحكت عنه الأحاديث والذكر ) (ومات مضرب سيفه) و(استشهاد الصبر )، و(في جوفه البحر) .
كما استخدم بعض الكنايات في مثل قوله : فما دجا لها الليل إلا وهي من سندس خضر ) كناية عن نيله الشهادة وتقلبه في نعيم الجنة و( طاهر الأثواب) وهي كناية عن العفة ونقاء السيرة والبيت العاشر فيه كناية عن الحيرة والاضطراب .
4ـ وهناك حلي بديعية في النص استطاع الشاعر أن يكسوه بها دون أن تطغى على المعاني وإنما تكسب النص إيقاعا وجرسا موسيقيا يتناسب وموضوع القصيدة وبحرها الطويل فقد استخدم الطباق والمقابلة كثيرا مما يظهر الصور المتضادة بوضوح :فهو مال من قل ماله ، والعسر واليسر ، والبكاء والضحك ، والنصر وفوت النصر ، وسلبته وأعطاها ، والبواتر وبترت ، والطي والنشر .
أما التجنيس أو الجناس فقد طغت إيقاعاته على النص مما يؤكد قدرة الشاعر الفنية وتلاحظه في : السَّفَر والسّفْرُ، وتقوم مقام ، مضرب والضرب ، غدا غدوة ، بواتر وبتر ، تفقد فقد ، ثوى في الثرى . وهكذا لعلك تلاحظ اكتمال عناصر التصوير وتناغم الجرس الإيقاعي الناتج من تآلف حروفها وألفاظها وتناغم جرسها وتناسب أجزائها بفضل المقابلة والتقسيم وتضاد الصور ومن خلال نظمها في بحر الطويل بإيقاعاته الممتدة وتفعيلاته التامة مما جعلها تتناسب وهذا النموذج المثالي لبطولة المرثي.