انشاء عن الضعفاء والمظلومين للصف الثالث متوسط: لن يهدأ المظلوم لأنه صاحب قضية حق وحقيقة قضية عادلة متصلة بالسماء يرابط لها ويراهن عليها، ويربط مستقبله ومستقبل وطنه بهذه القضية المحورية في حياته.. يعلم أن الموت في سبيل الله شرف ومنزلة عظيمة لا يقل عنها الحياة في سبيلها أو الحبس من أجلها فكلٌ رباط وجهاد.
انشاء عن الضعفاء والمظلومين للصف الثالث متوسط
دعاء الرسول على الظالم – دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الَّذينَ قتَلوا أصحابَ بئرِ معونةَ ثلاثينَ صباحًا يدعو على رِعلٍ وزلِحيانَ وعُصيَّةَ عصتِ اللهَ ورسولَه قال أنسٌ: أنزَل اللهُ في الَّذينَ قُتِلوا ببئرِ معونةَ قرآنًا قرَأْناه حتَّى نُسِخ بعدُ: أنْ بلِّغوا قومَنا أنْ لقينا ربَّنا فرضي عنَّا ورضينا عنه.
فلا يغرنك تقلب الذين ظلموا في البلاد علوًا وتكبرًا وإفسادًا ولا يغرنك حلم الله على الظالم فإنه يمهل ولا يهمل حتى إذا أخذه لم يفلته فإن الأحوال بيد الله ومقاليد الأمور له جل وعلا إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون يمهد لدينه ويغرس لدعوته ويحفظ أولياءه وينصر جنوده فيد الله تعمل في الخفاء.
وليراجع كل منا نفسه لأن الظلم ربما يكون بكلمة أو نظرة أو ظن سيء أو مجاملة باطلة أو خذلان للحق وأهله أو دناوة نفس أو ركون إلى ظالم أو خوف من غير الله أو شهادة زور أو حكم باطل جائر أو إيذاء في نفس أو عرض أو مال أو عافية أو تقييد حرية أو شماتة في مؤمن أو سعادة في معصية أو علوًا لباطل أو قسوة في غير موضعها أو حُجة باطلة وتدليس في المواقف والآراء وتحكم الأهواء.
ماذا يفعل المظلوم
الظلم من أكثر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، وتوعد أصحابها بالعذاب المقيم في نار جهنم، ليس لشيء، ولكن الظالم يعذب الناس بدون أي وجه حق، ويحاول أن يسيطر على أفكارهم وأفعالهم ليكون بمثابة ولي عليهم، وهذا أمر مرفوض بالكامل، ولا بد من إيجاد الطرق اللازمة للتخلص من الظلم بأي شكل من الأشكال، والحديث يدور عن المظلوم، وطُرقه التي من الممكن أن يلجأ إليها في صد الظلم عنه، وإن كان بالأساس غير قادراً على صد أي ضرر قد وقع عليه، لذلك يلجأ لمن هو أكبر وأعظم ليأخذ حقه بالطريقة التي يجدها مناسبة.
الدعاء في جوف الليل
وهذا ما يجب على المظلوم أن يقوم به من أجل إرجاع حقه المسلوب، وهو أن يدعو الله في جوف الليل، ويتضرع له بالقول والفعل، ويشكو لله هماً هو أعلم به من الأساس، ويحاول أن يطلب من الله ما يريده تماماً، فالله سبحانه يعلم ما نريد، ولكنه يحب عودة العبد إليه في جوف الليل يدعوه ويتضرع إليه بالشكوى، والله سبحانه يكون في السماء الأولى ينتظر أن يدعوه أحدهم بظهر الغيب ليجيب له الدعاء.
يحتسب صبره على الظلم
فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل تعني أن المسلم قد ترك الموضوع جانباً، وفوض أمره لله، ومن يفوض الله في أمر فعليه أن يتأكد أن الله لن يترك أمره حتى يرده إليه بالخير والإحسان، وأن الحق لا بد أن يعود مهما بلغ جبروت الظلم عنان السماء، والاحتساب لا بدّ أن يكون على يقين بأن الله قد توعد الظالم بالعذاب وتوعد المظلوم بالنصرة ولو بعد حين، والاحتساب لا بدّ أن يشمل الروح والقلب والنفس وكل جوارح الإنسان.
الثبات على الحق
فعندما يشعر الشخص أنه يقع في الظلم دوماً، ولا يجد من يقف بجانبه، أو يشعر بأن الله يرد له الحق، تجده يجزع من أمر الله، ويحاول أن يشكك في قدرة الله على استرداد الحق، وإرجاعه لأصحابه، وهذا ما يزعزع الإيمان في القلوب الضعيفة التي لا تثبت على الحق، ولا تعترف بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على إرجاع الحق، ولكن في الوقت المناسب، فإن شعرت أنك في يوم قد تعرضت للظلم، ولم تجد المَخرج المناسب لذلك فلا تتهم رب العباد بتقصيره تجاهك، بل حاول أن تعرف أنت وجه التقصير في عبادتك حقاً، وتأكد أن حقك سيعود لك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله سبحانه وتعالى، ويكون هو الأقدر عليها بإذنه تعالى.
دعوة المظلوم للظالم
وهذا هو الأمر الذي قد يجده البعض غريباً، فهناك بعض النفوس الطيبة التي لا تحب أن تؤذي الآخرين، حتى في ظل الظلم الذي عاشوه تجدهم يحاولون أن يكسبوا الأجرين، أجر الصبر والاحتساب والأجر الآخر أجر التوقف عن الشعور بالغضب، والدعاء للظالم بالهداية، وهذا ما يرفع العبد الدرجات العليا، وهذا هو التمثيل الحقيقي للإسلام على الأرض، فالمسلم لا يحمل في قلبه الضغينة مهما كان الظلمُ كبيراً، ولا بدّ أن يتصور الشخص أنه قد يقع ضحية لظلم الآخرين، وعليه لا بد من المسامحة والتوكل على الله في استرداد الحق المسلوب. دعوة سيدنا يونس وهذه الدعوة يجب أن نقوم جميعاً بدعوتها، حتى لو لم نكن نشعر بالظلم، فالمظلوم لا بدّ له أن يردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وهذا اعتراف بالكامل أنه لا بد أنه قد ظلم أحدهم في يوم من الأيام ولكنه يطلب المسامحة من الله؛ لأنه جرب الظلم، ولم يكن طعمه جيداً، وأنه عانى أشد المعاناة في سبيل تحقيق الأمر الذي قام به، فعليه لا بد أن نتذكر يومياً، ودوماً أن الله سبحانه جعلنا على الأرض لنعمر فيها لا لنجابه بعضنا البعض ونظلم أنفسنا وغيرنا.