قصيدة غزلية مقتطفة من ديوان جميل بن معمر و هو شاعر أموي بدوي اشتهر أن أهلها أبوا تزويجها له لأنه شاع
بحبه لبثينة حتى انتسب لها ؛ الا عند العرب أن لا يزوجوا بناتهم ممن يتغزل بهن بل اعتبروا الحب و التغزل بالنساء مما يعيب الرجل و المرأة عن السواء فكان المجتمع يرفض كل علاقة عاطفية تجمع بين عاشق و معشوقه.
أهم الاستنتاجات في القصيدة
كشف جميل ابن معمر من خلال هذا القصيد عن ملامح شتّى تميز التجربة العشقية البدوية من قبيل وحدانية المرأة المعشوقة و عذرية التجربة و عفّتهاارتباط هذه التجربة بمقولات كثيرة كمقولة الجنون و الوفاء و المعانات و الحرمانكثيرا ما عمد جميل الى نسج خطابه الغزلي معتمدا معاجم من خارج الغرض لينزاح بها من دلالتها الاصلية ليؤدّي بها دلالة عشقيّ .
الوحدات : تقسّم القصيدة حسب معيار المضمون
1- من بيت 1 الى بيت 4 : طبيعة العلاقة الرابطة بين العاشقين
2 –بقيّة القصيد : الصعوبات التي واجهها
شرح نص افي الناس امثالي اولى ثانوي
- البیت الأول / يتمنى الشاعر لو عود له الشباب والأيام الماضیة التي كان يلتقي فیھا ببثینة.
- البیت الثاني / يتساءل الشاعر في حیرة ھل أعود إلى وادي القرى حیث تسكن بثینة وأبیت فیه لو لیلة واحدة وإن حصل ذلك فأنا نلت السعادة كلھا.
- البیت الثالث / يتساءل أيضا ھل سیتاح لي أن ألقى بثینة ولو مرة فتبادلني مودة بمودة.
- البیت الرابع يقول الشاعل لن أيأس من ھذا فالحاجات قدتقضى بعد يأس وتدنو وھي بعیدة.
- البیت الخامس / يقول الشاعل لقد تعلقت ھوى بثینة منذ ولدت وظل حبھا يكبر ويزداد إلى الیوم.
- البیت السادس / يقول أنني ضیعت عمري في انتظار وصلھا وأفنیت أيامي في غیر جدوى.
- البیت السابع / يقول أنني أذكرھا كلما ذكر الأحباب وأنتظر حنانھا رغم بخلھا .
- البیت الثامن / يقول أنني إذا قلت أن حبك يابثینه قد قتلني قالت عسى يدوم ويزيد.
- البیت التاسع / يقول أنني إذا طلبت منھا أن ترد عقلي الذي أخذته قالت ھذةأمنیة بعیدة.
- البیت العاشر / يقول فلا أنا فزت بما أرجوه ولا حبھا يزول مع الأشیاء التي تزول.
- البیت الآخیر / يقول أن نار الحب إذا التقینا تموت وتنطفي ولكنھا لاتلبث أنتشتعل حالما نفترق.
شرح أبيات قصيدة جميل بن معمر
المقطع الاول:
أبى = أبى يأبى إباء رفض و إمتنع
لا يجدي = لا ينفع
نطافا = مفردها نطفة و هي ماء الرجل في رحم المرأة
تركيب الحصر : أبى القلب إلا …┏
┃◀معنى التأكيد
لم يرد سوى … ┖
يؤكد الشاعر تعلقه و حبه الشديد للحبيبة لكنه يبدو واعيا بإستحالة الإلتذاذ بعاطفة الحب في ظل مجتمع بدوي محافظ يكرس التباعد و الإنفصال بين العاشقين .
القرائن الزمنية: قبل , من بعد , كنا , أصبح
◄حدد الشاعر من خلال مجموعة من القرائن الزمنية ماهية هذا الحب و أطوار نموه في قلبه و هو حب نشأ منذ الأزل و مستمر إلى الأبد .
يحدد الشاعر سمتين أساسيتان للحب :
- هو علاقة روحية تتسم بالإطلاق في الزمان و المكان . يبدو الشاعر متأثرا ببعض القيم و المفاهيم الإسلامية و هو يقدم مفهومه للحب العذري .
- الإعلاء من شأن الروح القداسة التعفف و الصدق و الإخلاص
و هي مرتكزات أساسية تنهض عليها تجربة الشاعر العاطفية .
المقطع الثاني :
أساليب الحوار :
*أسلوب الأمر
*أسلوب الإستفهام ( حتى متى أنت هائم ؟ )
يلوم اللائم الشاعر على تعلقه الشديد بالحبيبة و يبدوا مشفقا على حاله داعيا إياه إلى الكف عن هذه التجربة العاطفية .
يعتبر الشاعر ( جميل بن معمر ) أن حبه لبثينة إبتلاء من الله و هو في هذا الإجار أيضا يبدو متأثراً بالتصورات الإسلامية في رسم ملامح المحب العذري و هو محب مستسلم للمشيئة الإلاهية . يبدو الشاعر( جميل بن معمر ) مصرا على الإستمرار في تجربته العاطفية رغم ما يعانيه في ظل غياب الحبيبة عنه و قد تجسد ذلك في موقفه من الوشاة : الواشي رمز من رموز المجتمع البدوي الذي يسعى للتفريق بين العاشقين .
ملاحظة : القصيدة (أفي الناس أمثالي)متكونة من عدة أساليب إستفهامية مما يعكس حيرة الشاعر لتفرد تجربته العاطفية و تميزها عن تجارب الأخرين