ليست هناك جهة تعرف بالتحديد عدد مبتوري الأطراف من ضحايا الحروب في عالمنا العربي. ويعتقد مسؤولو الصحة أن عقوداً من الصراع جعلت من المستحيل متابعة عدد مبتوري الأطراف (ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والقنابل التي تزرع على جوانب الطرق).
طفل بترت قدمه بواسطة لغم ارضي
ومع تنامي عدد من يفقدون أطرافهم، يواجه هؤلاء الضحايا التمييز والوصمة القاسية المتمثلة في كونهم معاقين، حتى عائلاتهم لا تستطيع، تُعد فئة الأطفال الأكثر تضرراً بالألغام، كونهم أقل احتياطاً و حذراً من الكبار.
عبد العزيز عبد اللطيف/38/ عاماً، عامل، من أهالي حي رميلة شمال شرق مدينة الرقة، يقول:” في 16 آذار/مارس عام 2017، وأثناء قصف طائرات التحالف الدولي للرقة، تعرَّضت ابنتي خولة البالغة من العمر/7/ سنوات لشظية أدت لبتر قدمها اليسرى”.
يضيف عبد العزيز “قامت منظمة صنَّاع الأمل منذ أكثر من عام، بتركيب طرفٍ صناعيٍ لخولة، تستطيع الآن المشي على قدميها والذهاب إلى المدرسة، ولكنها لا تستطيع اللعب مع أقرانها؛ مفضلة العزلة على ذلك”.
تعبير عن طفل بترت قدمه بواسطة لغم ارضي في الحرب
الشاب محمد حسن سيفو (17 عاماً)، من أهالي حي دوار حزيمة شمالي مدينة الرقة، بُتر مِشطُ قدمه اليمنى نتيجة تعرضه لانفجار لغمٍ أرضيٍ، في منزل أهله.
يقول محمد:” هوايتي المفضلة ممارسة لعبة كرة القدم، اليوم؛ لم أعد أتمكن من ممارسة هذه الهواية”.
و يضيف متعالياَ على جراحه بابتسامة:” ولكن أذهب مع أصدقائي لمشاهدتهم أثناء قيامهم بلعب كرة القدم، ويسرني ذلك كثيراً، أشعر أنني ما زلت قادراً على ركل الكرة بقدمي اليمنى هذه”.
يقول محمد “في 15 آذار/مارس 2018، وبعد تحرير المدينة من داعش، قرَّرنا العودة لبيتنا، وحينما هممتُ بفتح أحد أبواب الغرف محاولاً الدخول إليها، لم أشعر إلا وقد انفجر لغمٌ أرضيٌ زرعه عناصر داعش، وراء الباب، أدى لبتر مشط قدمي اليمنى، ولم يتبقى منها سوى الإصبع الصغير؛ الخُنصر”.
وأوضح محمد أنَّه يعاني الكثير من الصعوبات في حياته، ومنها نمو في عظام أصابع قدمه اليمنى المبتورة، أضف إلى أنَّه لم يجد من يقبل بتشغيله كعامل، نتيجة إصابته.